المدونة

التهاب اللثة وطرق علاجها

التهاب اللثة

اللثة هي الغشاء المخاطي الذي يحيط بالأسنان ويحميها من العدوى والالتهابات الفموية، ومع ذلك، قد يتعرض الكثير من الأشخاص لمشكلات مثل التهاب اللثة، والذي يعتبر من أكثر المشكلات الصحية الفموية شيوعًا. 

تنجم هذه المشكلة عن تراكم البلاك على الأسنان، مما يؤدي إلى تهيج وتورم و نزيف في اللثة. 

في هذا المقال، يوضح  الدكتور محمد خالد نوفل أخصائي طب وتجميل وزراعة الأسنان أسباب التهاب اللثة، والأعراض المصاحبة لها، وأهمية علاجها والوقاية منها لضمان صحة فموية جيدة والمحافظة على جمال الابتسامة والإشراقة للفم.

التهاب اللثة

يعد التهاب اللثة المرحلة الأولى من أمراض اللثة حيث أنه يتطور عندما يتراكم البلاك والجير والبكتيريا على الأسنان وعلى خط اللثة.

وبالتالي عندما لا يتم إزالة البلاك بشكل منتظم من خلال التنظيف اليومي وتنظيف الجير عند الطبيب، فهذا قد يؤدي لاحمرار وتورم ونزيف اللثة.

ويجدر بالذكر أن هذه الحالة شائع جدًا، حيث أنه ما يقرب من نصف البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا أكثر عرضة للإصابة بأي نوع من أمراض اللثة وتحديدًا التهاب اللثة.

اقرأ أيضًا: علاج قناة الجذر

من يصاب بالتهاب اللثة؟

غالبًا ما تظهر هذه الحالة لدى الأشخاص:

  • الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللثة مقارنةً بالإناث.
  • الذين يعيشون في مناطق فقيرة ولا يستطيعون الحصول على الرعاية اللازمة.
  • المدخنين، حيث أن التدخين يضعف قدرة الجسم على مكافحة العدوى.

أعراض التهاب اللثة

غالبًا ما تكون الأعراض واضحة دائمًا في المراحل المبكرة، لذلك قد يكون البعض مصابًا بها دون معرفة ذلك، وبمرور الوقت، قد تتطور الأعراض لتشمل:

  • رائحة الفم الكريهة التي لا تزول، حتى بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة.
  • نزيف اللثة بسهولة، خاصة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط.
  • تغير لون اللثة إلى الأحمر الفاتح أو الداكن.
  • احمرار وانتفاخ اللثة.
  • حساسية الأسنان خاصة للأطعمة الساخنة أو الباردة.
  • وجع الأسنان عند مضغ الطعام أو العض.

أسباب التهاب اللثة

تحدث هذه الحالة نتيجة استجابة الجسم الالتهابية للبلاك والجير الموجود على الأسنان، فعندما يبقى البلاك والجير على الأسنان لفترة طويلة، تصبح اللثة متهيجة وحمراء ومنتفخة.

ويجدر بالذكر أن البعض قد يكون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللثة بسبب ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية، مثل تلك المتعلقة بالحوامل أو الدورة الشهرية.
  • عدم الاعتناء بالأسنان جيدًا.
  • علاجات الأسنان غير المناسبة، مثل: الحشوات أو الجسور أو غرسات الأسنان أو القشور.
  • حالات مَرضية مثل بعض حالات العدوى الفيروسية والفطرية.
  • التقدم في السن.
  • جفاف الفم.
  • اعوجاج الأسنان التي يصعب تنظيفها.
  • مرضى السكري.
  • تاريخ عائلي للإصابة بأمراض اللثة.
  • التدخين.
  • بعض الأدوية، مثل:
    • أدوية علاج الصرع.
    • بعض علاجات السرطان.
    • حاصرات قنوات الكالسيوم لضغط الدم.
    • حبوب منع الحمل.

كيف يمكن أن يتحول البلاك إلى التهاب اللثة؟

من خلال المراحل التالية:

تكون البلاك على الأسنان

يعد البلاك طبقة لزجة ليس لها رائحة، تتكون في الأساس من البكتيريا التي تتراكم على الأسنان بعد تناول النشويات والسكريات في الطعام.

تحول البلاك إلى جير

قد يتصلب البلاك الذي يظل على الأسنان تحت خط اللثة ويتحول إلى جير، والجير المعروف أيضًا باسم القلح، يجمع البكتيريا بعد ذلك. 

بالإضافة إلى أن الجير يوفر حماية لطبقة البلاك، مما يؤدي لتراكم المزيد من البكتيريا التي تؤدي في النهاية إلى تهيج خط اللثة. 

تصبح اللثة ملتهبة ومتورمة

اللثة هي الجزء المحيط بقاعدة الأسنان، فكلما كان وجود البلاك والجير على الأسنان لفترة طويلة، كلما زاد التهيج في منطقة اللثة. 

وبمرور الوقت تصبح اللثة تعاني من التورم ونزف الدم بسهولة، وهو ما يعرف باسم التهاب اللثة.

طرق تشخيص التهاب اللثة

يتم تشخيص التهاب اللثة من قبل الطبيب من خلال الفحوصات التالية:

الفحص الروتيني

يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي لأسنان المريض، والحالات التي قد تساهم في الأعراض.

بالإضافة إلى أنه يقوم بفحص الأسنان واللثة والفم واللسان بحثًا عن التهيج أو التورم الموجود في اللثة.

التصوير بالأشعة السينية للأسنان

يتم تصوير الأسنان بالأشعة السينية للتحقق من فقدان العظام في المناطق التي يلاحظ فيها طبيب الأسنان جيوبًا أعمق.

اختبارات أخرى حسب الحاجة

قد يوصي طبيب الأسنان بإجراء تقييم طبي للتحقق من وجود حالات صحية أخرى إذا لم يتضح السبب. 

حيث أنه قد يحيل طبيب الأسنان المريض إلى اختصاصي أمراض لثة إذا كان مرض اللثة في مرحلة متأخرة. 

طرق العلاج

يهدف علاج التهاب اللثة إلى السيطرة على العدوى واستعادة صحة الأسنان واللثة، حيث أن الدكتور محمد نوفل سيقوم بتنظيف أسنانك تمامًا لإزالة البكتيريا الضارة والبلاك والجير، وذلك من خلال إحدى العلاجات التالية:

كشط أو تخطيط الجذر

قد يوصي الطبيب لعلاج التهاب اللثة إجراء كشط الجذر وهو يشبه التنظيف الروتيني للأسنان، ولكنه يصل إلى عمق أكبر تحت اللثة، حيث أنه يتم إزالة القشور الجير والبكتيريا من على سطح الأسنان وتحت اللثة.

بالإضافة إلى تنعيم أسطح جذور الأسنان لمنع البكتيريا والبلاك من الالتصاق والتراكم مرةً أخرى.

وقد يُنفذ هذا الإجراء باستخدام الأدوات أو الليزر أو جهاز للموجات فوق الصوتية.

ترميمات أخرى مطلوبة للأسنان

يؤدي اعوجاج الأسنان أو التيجان أو الجسور أو غيرها إلى تهيج اللثة وصعوبة إزالة البلاك خاصة أثناء العناية اليومية بالفم. 

إذا كانت مشكلات الأسنان أو ترميمات الأسنان لدى المريض لها دور في التهاب اللثة، فقد يوصي طبيب الأسنان بعلاج تلك المشكلات.

الأدوية

قد يوصي طبيب الأسنان ببعض الأدوية المسكنة للألم، مثل: الإيبوبروفين (Ibuprofen) حيث أنه يساعد على تقليل الألم والالتهاب.

غسول الفم المضاد للميكروبات

تساعد المضمضة بغسول الفم المضاد للميكروبات في التخلص من البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة.

الإجراءات الجراحية

في حالات التهاب اللثة المتقدم جدًا، قد يحتاج المريض إلى إجراءات جراحية مثل:

  • زرع اللثة: لتغطية الجذور المكشوفة.
  • تقشير اللثة: لإزالة الأنسجة اللثوية المتضررة.

قد يهمك: التهاب اللب السني

على عكس المراحل الأخرى من أمراض اللثة، يمكن علاج التهاب اللثة طالما تم اكتشاف أعراضه في وقت مبكر بما فيه الكفاية، لذلك إذا لاحظت أعراض التهاب اللثة، فيجب عليك تحديد موعد مع طبيب الأسنان والبدء فورًا في ممارسة نظافة الفم بشكل أفضل في المنزل.

مضاعفات عدم العلاج

دون علاج، يمكن أن تتفاقم هذه الحالة وتتحول إلى حالة أكثر خطورة من أمراض اللثة، وهي التهاب دواعم السن والذي يتضمن فقدان العظام في الفك وحول الأسنان.

اقرأ أيضًا: ما هي عملية قص اللثة بالليزر

طرق الوقاية

يقدم لك الدكتور محمد نوفل بعض النصائح التي تساعدك في الوقاية من الإصابة بهذه المشكلة، وتشمل ما يلي:

  • قم بتنظيف أسنانك جيدًا مرتين يوميًا، مرة عند الاستيقاظ ومرة ​​قبل الذهاب إلى النوم.
  • استخدم الخيط مرة واحدة على الأقل كل يوم لإزالة البكتيريا وبقايا الطعام العالقة بين أسنانك.
  • حاول الابتعاد عن التدخين ومنتجات التبغ الأخرى حيث أنها تساهم في التهاب اللثة.
  • حاول الحد من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكحول والسكر الزائد.
  • قم بزيارة طبيب الأسنان مرة واحدة على الأقل سنويًا لإجراء الفحوصات والحصول على تنظيفات الأسنان الروتينية.

هل التهاب اللثة معدي؟

على الرغم من أن الخبراء يتفقون على أن التهاب اللثة في حد ذاته ليس معديًا، إلا أنه علميًا تنتقل البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة من شخص إلى آخر، من خلال ملامسة اللعاب للعاب.

في النهاية إن العناية باللثة ليست فقط لجمال الابتسامة ولكن للحفاظ على صحة الفم والجسم بشكل عام، فالتهاب اللثة مشكلة شائعة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. 

وتذكر دائمًا، الوقاية هي الأفضل، ولكن عندما يحدث التهاب اللثة، فإن التشخيص المبكر والعلاج الفعال يمكن أن يعيدك إلى طريق الصحة والراحة مرة أخرى.

المراجع:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-n). Gingivitis. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10950-gingivitis-and-periodontal-disease-gum-disease
  2. Gingivitis – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, November 16). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gingivitis/symptoms-causes/syc-20354453
  3. Newman, T. (2023, November 30). Causes and treatment of gingivitis. https://www.medicalnewstoday.com/articles/241721

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
أهلا وسهلاً, ممكن تكتب لنا استفسارك هنا